الحياد المناخي في الصناعة والابتكار من أجل الاقتصاد الأخضر


إن تبني مسار الحياد المناخي لهو أمر في غاية الأهمية لدولة فلسطين، وذلك لضمان الاستدامة والتقدم الاقتصادي والرفاه
الاجتماعي. وتحت شعار "الحياد المناخي في الصناعة والابتكار من أجل الاقتصاد الأخضر"، تعتزم دولة فلسطين المشاركة بشكل
فاعل في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين بشأن التغيير المناخي من خلال التركيز على المواضيع الأربع التالية:


1) الاقتصاد الأخضر
2) الحياد المناخي وإزالة الكربون من الصناعة 
3) الابتكار في مجال التكنولوجيا النظيفة، والمراكز الخضراء، والشركات الناشئة الخضراء 
4) التمويل الأخضر

 

الاقتصاد الأخضر 


يعزز الاقتصاد الأخضر الممارسات المستدامة في جميع الصناعات، كما انه يعزز من كفاءة الموارد ويقلل من التأثيرات البيئية
الضارة، في حين أنه يزيد من النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي. إن تبني اقتصاد أخضر يمكن أن يحقق فوائد جمّة لدولة
فلسطين، بما في ذلك خلق فرص عمل، والتقليل من الاعتماد على الوقود الأحفوري و تحسين جودة البيئة. ومن خلال دمج مبادئ
الاستدامة في الممارسات الاقتصادية، يمكن لدولة فلسطين أن تعزز من قدرتها على الصمود، وبالتالي التشجيع على استخدام
الطاقة المتجددة، وتسهيل ازدهار الصناعات الصديقة للبيئة.
هنالك قصص نجاح لامعة تُظهر إمكانات ومزايا الاقتصاد الأخضر داخل دولة فلسطين؛ فتركيب الألواح الشمسية في المنازل
والمدارس والمنشآت الصناعية لم يقم بتوفير طاقة نظيفة وبأسعار معقولة فحسب، بل أوجد أيضا فرص عمل جديدة، وساهم في

تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد. إضافة إلى ذلك، تساهم المشاريع المحلية التي تركز على الزراعة المستدامة مثل
الزراعة الذكية في تحقيق الأمن الغذائي وخلق فرص عمل جديدة.

 

الحياد المناخي وإزالة الكربون من الصناعات


يشير الحياد المناخي إلى التوازن بين انبعاثات الغازات الناتجة من الدفيئات الناتجة وتلك التي يتم التخلص منها من الغلاف الجوي.
وتعترف دولة فلسطين بأهمية الحد من إنتاج الكربون في الصناعات على أن يتم اعتماد ممارسات الطاقة المستدامة لتحقيق أهداف
الحياد المناخي. ومن الممكن تحقيق هذا الامر من خلال التحول نحو مصادر طاقة نظيفة وأكثر مراعاة للبيئة، وكذلك الاستثمار في
التكنولوجيا النظيفة، إضافة الى تنفيذ تدابير لخفض الانبعاثات عبر مختلف القطاعات الصناعية.
وقد نفذت دولة فلسطين استراتيجيتها للطاقة المتجددة من أجل تعزيز نسبة مصادر الطاقة المستدامة ضمن مزيج الطاقة لديها. كما
أنها قامت بإعداد خطة عمل وطنية خاصة بكفاءة الطاقة للمساعدة في حملة إزالة الكربون لتحقيق المساهمات المحددة وطنيا. ومن
أجل التقدم نحو الوصول إلى الحياد المناخي، يجب تقديم أكبر قدر من المساعدة والدعم من المنظمات الإنمائية الدولية والبلدان
المتقدمة.
وقد خطت فلسطين حتى اللحظة، خطوات متواضعة في مجال تطوير الطاقة المتجددة؛ فقد أدى مثلاً تركيب أنظمة الطاقة الشمسية
على أسطح البيوت في الضفة الغربية إلى زيادة نسبة الطاقة المتجددة في إمدادات الكهرباء الإقليمية، مما أدى الى تلبية احتياجات
ما يقرب من 3٪ من متطلبات الطاقة. كما أدت الجهود الرامية إلى تحقيق كفاءة الطاقة في الصناعات ودمج التكنولوجيا النظيفة
إلى تخفيضات قابلة للقياس في نسبة انبعاث الكربون. وعليه، تُظهر قصص النجاح هذه إمكانية الانتقال نحو مصادر طاقة
مستدامة، كما أنها تسهل بذل المزيد من المساعي لإزالة الكربون من الصناعات وتحقيق الحياد المناخي في القطاعات المختلفة.

 

الابتكار في مجال التكنولوجيا النظيفة، والمراكز الخضراء، والشركات الناشئة الخضراء


ينطوي ابتكار التكنولوجيا النظيفة على تطوير ونشر التقنيات التي تؤثر بشكل إيجابي على البيئة، وذلك لتسهيل نمو الشركات الناشئة الخضراء والنهوض بالبحث والتطوير في صناعات التكنولوجيا النظيفة. وتسعى دولة فلسطين إلى إنشاء بيئة مواتية، وإنشاء مراكز خضراء، وتحفيز للاستثمارات، حيث يمكنها من خلال هذه الجهود، أن تعمل على تعزيز مفاهيم جديدة، وتأمين التمويل اللازم، وبذات الوقت أن تستفيد من التكنولوجيا الحديثة لتعزيز التنمية المستدامة.

هنالك عدة قصص نجاح متميزة في الابتكار في مجال التكنولوجيا النظيفة، حيث تقف "يونيدو" في طليعة هذه الجهود. وضمن مجموعة من المجالات، قدم برنامج "مستدامة" التابع لمنظمة "اليونيدو" دعمًا كبيرًا لابتكارات التكنولوجيا النظيفة، بما في ذلك إدارة النفايات والطاقة المتجددة وزيادة كفاءة الطاقة وإدارة المياه. وستوفر النماذج الأولية المبتكرة التي طورتها الشركات الناشئة التابعة للبرنامج حلولاً مخصصة لدولة فلسطين والمنطقة، الأمر الذي سيساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 

التمويل الأخضر


يشير التمويل الأخضر إلى تخصيص الموارد المالية لدعم المشاريع والمبادرات الصديقة للبيئة؛ حيث تدرك دولة فلسطين أهمية
الحصول على التمويل الأخضر لدعم تحولها نحو اقتصاد أخضر. كما أنها تسعى الى دراسة خيارات التعاون الدولي والشراكات
المالية والحصول على آليات تمويل للمشاريع الخاصة بالمناخ. ومن الممكن أن يؤدي تأمين التمويل الأخضر إلى تسريع تنفيذ
مشاريع مستدامة، والعمل على تعزيز القدرة على التكيّف مع التغيير المناخي، ودعم ازدهار الاقتصاد الأخضر في فلسطين.